غازي القصيبي.. وترجلت فارساً

الحمدلله رب العالمين.. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً.. الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه

حقيقة لم استطع الكتابة عن وفاة “ المسلم” غازي القصيبي رغم مرور أيام على ذلك ليس بسبب قلة الكلمات بل لأن هذه الكلمات لم تطاوعني في التعبير عن شعوري

فرحمة الله عليه رحمة واسعة سعة ملكه ومغفرته لعباده و تفرده بمحاسبتهم وهو و الله لأعظن الفضل وأمن الكرم من العزيز الغفار

محدثكم من مواليد بداية الثمانينات الميلادية.. وتحديداً أول سنة منها. نشأت في بيت مثقف وكان من ضمن الثقافات المتداولة في المنزل الأدب والشعر. كبرت و أنا اسمع عن أسماء نخب كثيرة كان لها دور في الشارع السعودي بحيث لا يخلو بيت أو مجلس من سيرة هؤلاء النخبة ومن هذه الأسماء كان اسم غازي القصيبي. لمع وعرف كوزير مميز في نهجه و إدارته و سفير فوق العادة اكتسب ود وا حترام الشعوب بتركه بصمة لن يتجاهلها التاريخ في السياسة الخارجية، بالإضافة لعلو كعبه كشاعر وأديب كانت معظم رواياته ممنوعة في بلده لسنين طويلة. كنت -ولحسن الحظ- في مرحلة المراهقة عندما أحضر شقيقي الأكبر رواية ” العصفورية” و “شقة الحرية” من مصر خلال زيارته لمعرض الكتاب هناك. كنت طبعاً قد قرأت وسمعت الهجوم الكاسح على رواية “شقة الحرية” وتخوفت من انني لو فتحت هذه الرواية فسأكفر أو اعتبر ملحداً. حقيقةً لم أقرأ الرواية في وقتها واظن انني قرأتها بعد سنتين من وجودها على أرفرف مكتبة أخي. وحقيقة لم أجد شيئاً فاجراً أو منحرفاً كما كان يصور لها بغض النظر عن مشاهد نقلها الكاتب من واقع موجود ولكنه كان مغطى بإرادة البعض. بعد ذلك تنقلت بين روايات الفقيد ” العصفورية” و “حياة في الإدارة” ثم ” أبو شلاخ البرمائي” وفي كل رواية كان القصيبي يترك أثراً في وجدته فيما بعد من خلال قرائتي لأدباء آخرين. أما شعره فلم أكن متابعاً بارزاً باستثناء بعض الأبيات والقصائد المتداولة بكثرة و لست أنا بالذي سيصنع فارقاً بقرائتي المتواضعة لهرم شامخ.

ختاماً أسأل الله للفقيد ولموتى المسلمين عموماً الرحمة والمغفرة وأن يجعل وفاته في هذا الشهر الكريم بشارة رحمة ومغفرة وأن يثتبه عند السؤال ويجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يشمل عموم المسلمين برحمته إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أضف تعليق