الدم المقدس!!

موضوع هذه التدوينة هو باختصار حكاية هذه النكتة:

يقال أن اثنين من كبار السن من منطقة معينة اجتمعا لتبادل الأحاديث حول فنجان القهوة، وبدأ الحديث بمناقشة الأحداث على الساحة العربية والإسلامية والدولية واخذهما الحديث لأن يسأل أحدهما الآخر:

أتظن أن شعب الدولة “س” سيدخلون الجنة؟

رد الآخر: لا آظن فهم كفرة ملحدون لا دين لهم

سأل الأول ثانية: و ماذا عن شعب الدولة ” ص”، هم مسلمون!!

رد الآخر: صحيح ولكنه من المعروف عنهم ابتعادهم عن الدين وممارساته فلا أظن أنهم سيدخلون الجنة

عاد الأول ليقول: وماذا عن شعب دولتنا، ألسنا الدولة الإسلامية المتكاملة؟

قال الآخر: نعم ولكن لا تنسى أن لدينا مناطق مختلفة

– ماذا عن سكان المنطقة الفلانية

– لا لا هؤلاء من المذهب الفلاني وهم يخالفون النهج القويم فلا يحق لهم دخول الجنة

– وماذا عن المنطقة الأخرى

– هم جهلة يا رجل ويعبدون الدنيا أكثر من أي شئ فهل تتوقع أن يدخلهم الله جنته

صمت الأول لوهلة ثم قال: اذن أظن أن منطقتنا هي الوحيدة الناجية

مط الآخر شفتيه وقال: ليس كلهم، فبعض الأحياء هناك لايكاد مسجدها يملئ الصف الأول

استطرد الآخر: ولكن مسجد حينا يمتلئ عن آخره

باغته العجوز بقوله: ولكني أعلم تمام اليقين أن معظمهم يصلي رياءاً

نظر إليه الرجل وقال: إذن لا أرى سوانا نحن الاثنان نستحق دخول الجنة

قطع كلامهما صوت المؤذن فقالا لبعضهما: لنلحق بالصلاة أولاً

—————-

انتهت النكتة ولكن الواقع لم ينتهي. أصادف في كل يوم من أمثال هؤلاء الاثنين الكثير من السعوديين – وأنا هنا أتكلم عن أناسي- والذين ينصبون أنفسهم مقام الجلاد و موزع ” صكوك الغفران” على البشر و كأني بهم قد انتهوا من فني ذنوبهم وقلبها  لحسنات وتفرغوا ليكونوا ممثلي الله في الأرض- تعالى الله عن ذلك. ما يدهشني هو أن هذه النغمة من التفسيق والتخوين والإخراج من الملة بمسمى ” علماني – ليبرالي” وما إلى ذلك لم يقتصر على الأحياء الذين يستطيعون الدفاع عن أنفسهم أو غض الطرف، بل تجاوزه ليطال الأموات الذين أفضوا إلى خالقهم جميعاً. آخر هؤلاء كان غازي القصيبي رحمة الله عليه، فالرجل واجه في حياته الكثير من هؤلاء الناس وتعامل معهم بما أراد، ولكن وبما أنه أصبح الآن لاحول له ولاقوة فإن هؤلاء لابسي أقنعة الملائكة وحاملي سياط العذاب لم يحترموا حرمة الميت ولم يسلموا الخلق للخالق لم يألوا جهداً في طب سيل الدعوات الحارقة والابتهال بجعل قبره حفرة من حفر النار وأن يريه الله ما يستحق و … مما يخجل الإنسان أي كان من أن يقوله في ملحد فما بالك بمؤمن موحد. والله إني لأتمنى أن أدخل داخل عقول هؤلاء وأتفحص خلاياهم لأعرف من أي جزء من أدمغتهم يصدر الأمر باتخاذ هذا الفعل!! وأسألهم: هل ضمنتم مقاعدكم وكراسيكم في الجنة حتى تنزلوا للدنيا وتوبخوا وتقسموا الرحمة والعذاب على من تشائون.

إني لأجزم أن غازي القصيبي الآن بين يدي رب غفور رحيم، يطالع ما يقوله هؤلاء عنه ويبتسم ليقول” يا ليت قومي يعلمون… بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين”

يخرج علينا أحدهم ممتطياً جواد الخيبة ليقرع المجتمع والناس والعالم حتى وكأنه يقول” لا أرى سواي يستحق أن يكون مؤمناً”

أقول لكل هؤلاء: تذكر أنك روح و نفس أمرها ومآلها إلى رب واحد ومن لم يشتغل بنفسه اضاع دنيته وآخرته

أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم

1 thoughts on “الدم المقدس!!

أضف تعليق