مطر.. غضب.. قهر : ياعباد الله، طهروا الأرض منكم

قبل أشهر وعندما هطلت الأمطار على مدينة جدة وانقلبت الأفراح إلى أحزان بعد السيول التي تلت تلك الأمطار والتي لم تجرف البشر والشجر والحجر فحسب، بل و هتكت عورات المسئولين الذين لاعورات لهم أصلاً على أساس أن ما حدث كان من الطبيعي ومن المتوقع في مدينة بنيتها التحتية لاتغطي حياً واحداً في أي دولة أخرى. بعد الكارثة وانقشاع الغبار خرجت علينا أصوات نشاز تتهكم بالكارثة وتظهر عقدة النقص الكامنة في نفوسها بأن ماحدث “عقاب إلهي” على فجور وفسوق ومجون أهل جدة و مايحدث في بيوتهم و”شاليهاتهم” وشوارعهم من انحلال لم يصل إليه قوم فرعون و لوط و عاد وثمود في جبروتهم وطغيانهم وأن ذلك عقاب رباني “عادل” لتطهير الأرض المباركة من دنس الذنوب.

أخونا مازن الرمال لخص الوضع  في حينها برسم ساخر ولكنه مؤلم من ناحية تصويره للواقع

ودارت الأحاديث وزادت الترهات وأدلى كل بدلوه وأظهرت العنصرية والجاهلية الأزلية وجهها القبيح لتصفعنا على وجوهنا أننا كمجتمع لن نبارح أماكننا طالما تتواجد بيننا مثل هذه العقليات. ماكادت المياه لتجف في جدة حتى أفقنا اليوم على أمطار مشابهة في مدينة الرياض لتتوالى الأخبار عن اكتشاف توأم شرعي لكارثة جدة وجد في شوارع الرياض وأحيائها.

الرياض العاصمة والتي يضرب بها المثل في التنظيم والتخطيط والإدارة و انعدام “الفساد” مما أدى لتغني أهلها بها وبجودة مرافقها وطرقها وخدماتها، أفاقت اليوم على رشات ماء باردة على وجهها لتكشف العيوب والشقوق التي خبأها عنها من يفترض أنهم أبناءها المخلصين.

أتسائل ويتسائل الكثيرون من أمثالي عما إذا سيعاود أولائك الشرذمة المعاقون الذين خرجوا علينا بالأمس ليسخروا من شهداء سيل جدة ليظهروا مرة أخرى ليخرجوا مابجعبتهم من تهم وافتراءات على المتضررين من سيول الرياض، ليقولوا أيضاً أن هذه الأمطار كانت عقاباً من الجبار لفجور وانحلال المجتمع في الرياض وماتشهده ” المخيمات” والفنادق من سفور واختلاط ؟ أم أن للعاصمة – بخلاف جدة ال”غلبانة” – بريق يعمي أبصار المنافقين والمتزلفين ممن يعيشون في الأوكار هاربين من ضوء النهار ليظروا في ظلمات الجهل والحقد والتخلف؟

ختاماً أسأل الله العلي القدير أن يلطف بأهل الرياض وينجيهم من مخاطر السيول وألا يرينا فيهم ما رأيناه في أخواننا متضرري سيول جدة والله أسإل أن يأخذ بثأر الشعب المغلوب على أمره من كل مسؤول خائن للأمانة ، متكبر لايخاف بطش رب العباد ولايعي أن لهذا العالم نهاية وأن غداً يوم الحساب الذي لامفرمنه. و إلال فإنني أسأل الله – وأسألوه معي يا مواطنين – أن يأخذنا جميعاً ليطهر الأرض من ثقلنا وذنوبنا ويدع ال”طاهرين” يعيشون في الأرض بأريحية و راحة وطهارة دون الإضطرار للتعامل مع تذمراتنا وطلبات الذين سلبت حقوقهم أو تعكير صفو حياتهم الخالية من الأخطاء والإختلاسات والتجاوزات و و و …

فلنمت جميعاً من أجل القلة الشريفة.

10 thoughts on “مطر.. غضب.. قهر : ياعباد الله، طهروا الأرض منكم

  1. استمتعت كثيرا بقراءة مدوناتك و ننتظر جديدك بالرغم من توقفك الحالي ولكني امل ان لا يستمر طويلا .. سجلني من المتابعين وتقبل مروري

أضف تعليق