تقنية البصمة كهوية: هل يجب أن نخاف منها؟

عام ٢٠١٣م أعلنت شركة آبل عن إستخدام تقنية هوية البصمة

Touch ID

في أجهزة الآيفون ٥إس (كبداية) والبدء في الإعتماد عليها لفتح القفل من قبل المستخدم كبديل موازي لكلمة المرور – دون الإستغناء عنها بالطبع- وهي في مجال الأمن المعلوماتي وسيلة فعالة وقوية نظراً لعدة عوامل أهمها إستحالة تخمين تفاصيل البصمة (إلا في حال إستخدام إصبع المستخدم رغماً عنه)

لكن منذ البداية ظهرت العديد من الأصوات المحذرة من هذه التقنية ومخوفة من أن الشركة نفسها ومن خلفها بعض الجهات الحكومية وعلى رأسها وكالة الأمن القومي الأمريكية

NSA

ستخزن وتمتلك وتتمكن من الوصول وإستخدام بصمتك لأمور أخرى..وللأسف كأي إشاعة أو تحذير لايستند على دليل علمي ونتائج أو تجارب عملية فإن العامة صدقوا هذا الكلام وبدءوا في تحذير بعضهم البعض.

شركة آبل أصدرت بياناً وضحت فيه بتفصيل أن الشركة لاتقوم بتخزين أي من معلومات البصمة على خوادم أو أجهزة الشركة لأن البصمة تبقى محفوظة في جهاز المستخدم نفسه. بالإضافة لذلك فإن البصمة التي يستخدمها المستخدم لا تخزن كصورة بل هي أبعاد لحسابات رياضية تقيس تضاريس وشكل البصمة وتطابقها في كل مرة. أضف إلى ذلك أراء وتعليقات المختصين في الأمن المعلوماتي والذين قللوا من أهمية  إستخدام البصمة كمعلومة لأنه وبكل بساطة إذا أرادت حكومة ما الحصول على بصمتك فإن هناك طرق أسهل بكثير من إختراق جهازك أو طلبها من الشركات.

مالايعيه بعض هؤلاء المنادين بضرورة الحذر من هذه التقنية أنهم يضللون العامة بإيصال معلومات مغلوطة وغير كاملة ظناً منهم أن الحيطة والحذر خير من التهاون.. لذلك سأوضح بعض النقاط الضرورية والمهمة بخصوص البصمة حتى يقتنع المستخدم العادي بما يريده:

١- بيان شركة آبل وضح أن البصمات لايتم تخزينها في خوادم الشركة ولاتحتفظ بأي نسخ من ملفات البصمات لأنها وبكل بساطة مخزنة ومحفوظة في أجهزة المستخدمين ولايتم ربطها بأي خادم أو جهاز تابع لأي شركة ولا حتى على السحابة الخاصة بآبل  الآي كلاود iCloud

 ٢- هناك بعض تقنيات إستشفاف ومسح البصمات المستخدمة  ولكن أكثرنوعين إنتشاراً هما الضوئي

Optical

و المعتمد على الوحدات الكهربائية

Capacitance

وفي حالة آبل فإن الشركة إختارت الإعتماد على النوع الثاني. بينما يعتمد الماسح الضوئي على الضوء للمسح فأن الماسح المعتمد على الوحدات الكهربائية يقوم بقياس أبعاد البصمة رياضياً (خوارزمية) من حيث الفراغات بين خطوط البصمة على الجلد وحفظها لمطابقتها في كل مرة يتم وضع الإصبع على الماسح. أورد هنا رسماً توضيحياً لكيفية عمل هذه الطريقة

إذن فالقضية ليست بالبساطة التي يتخيلها البعض من أن صورة البصمة تحفظ في مكان ما ويأتي موظف أو رجل مباحث في قطاع ما ليسحبها من قاعدة البيانات ويقوم بطباعتها على ورقة بيضاء ثم يعلقها على سبورة بيضاء ثم يحيطها بدوائر متشنجة بقلم أحمر عريض كما نشاهد في الأفلام.

تذكر أننا في عصر التكنولوجيا، وكلما تطورت الوسائل والتقنيات زادت درجات الأمان لأن مطامع وأهداف الإختراق والهجوم تزداد معها، ولكن القاعدة الذهبية لأي تقنية أو جهاز تستخدمه هي أنك أنت أفضل من يقوم بحماية معلوماته. حتى تقنية البصمة لاتغني عن كلمة مرور قوية ولاتعني ألا تقوم بعمل نسخة إحتياطية لبياناتك ولايعني أن تتجنب وضع معلوماتك وبياناتك الخاصة جداً أون لاين وعلى الشبكة.

خلاصة القول: تقنية البصمة آمنة ولاخوف من إستخدام بصمتك من قبل جهات لاتعرفها ضدك أو لأذيتك، لكن إحرص دائماً على متابعة بياناتك وحماية معلوماتك الخاصة ولاتعتمد على أي شخص أو مصدر غير موثوق عندما يتعلق الموضوع بأمن معلوماتك الخاصة والحساسة.

المصادر:

https://support.apple.com/en-us/HT201371

https://support.apple.com/en-us/HT204587

http://www.macworld.com/article/2048514/the-iphone-5s-fingerprint-reader-what-you-need-to-know.html

http://computer.howstuffworks.com/fingerprint-scanner3.htm

أضف تعليق